كتابات وآراء


الإثنين - 19 أغسطس 2019 - الساعة 12:39 ص

كُتب بواسطة : جمال حيدرة - ارشيف الكاتب


لن نزخرف الكلمات ولن ننمق الحروف وسنتحدث من القلب، فليس لدينا وقت كافٍ للبحث عن المحسنات البديعية.

في فترات سابقة كنا كجنوبيين نتوق لدولتنا السلبية ولطالما بكينا على اطلالها من فرط ما حكي لنا عنها كدولة نظام وقانون ساد فيها العدل والمساواة والحكم الرشيد، وعاش فيها الناس عقودا ذهبية من حيث التعليم والثقافة والصحة والاقتصاد والخدمات ومستوى المعيشة والأمن والاستقرار وغير ذلك من المميزات التي جعلت منها دولة قوية.

اليوم نحن مطالبون بأعادة تلك الدولة إلى مكانتها السابقة كدولة نظام وقانون وعدل ومساواة وحكم رشيد والنهوض بها مع التطورات الحديثة لتكون أكثر عصرية، إلى جانب تعزيز المبادئ الاسياسية لحقوق الإنسان
والقيم الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير.

ما جاء في بيان الانتقالي الأخير يرسم خارطة طريق نظرية فهل نستطيع كشعب أن نساعده في أن يكون ذلك واقعا عمليا يلمسه الجميع من خلال خطوات عملية على الأرض، ذلك أن النجاح في سياسات النهوض والتطور والنماء دائما مرهون بوعي الناس بأهمية ذلك، إلى جانب مشاركتهم الفعالة على كافة المستويات.

نحن اليوم أمام معركة أخرى وهي الأهم.. معركة مع الذات، وضد المصالح الشخصية الضيقة، ويحب أن يتحلى فيها الشعب بالوعي الكامل بأهمية المشاركة المجتمعية المساندة للجهود الحكومية، والتزامه بالنظم والقوانين الضابطة للسلوك، وكذلك استعداده النفسي للتغير الايجابي، مع ولاءه الكامل للمصلحة العامة، والنكران التام للذات.
يجب أن يكون لدينا تصور كامل عن دولتنا المنشودة.. دولة نباهي بها الأمم، تقدما وتطورت وازدهارا وحضارة وثقافة وتعايش.
ولنبدأ ذلك بخطوة هي في تقديري الشخصي الأهم، وتتمثل بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.