كتابات وآراء


الإثنين - 09 مارس 2020 - الساعة 11:45 م

كُتب بواسطة : صلاح السقلدي - ارشيف الكاتب



بعد أيام ستدخل الحرب باليمن عامها السادس متجاوزة بذلك فترة الحرب العالمية الثانية، وفجأة يتذكر (الدكتور عبيد) بن دغر في مقالة له كتبها (على صفحته بالفيسبوك) تنضح ابتزازا وتهديدا مبطنا للسعودية، أن هذه الحرب جلبت الدمار وسفكت الدماء وأن الهزيمة بالجوف تعني هزيمة نهائية للتحالف ونهاية لدوره باليمن، وأن الشرعية والتحالف لا يمتلكان أية رؤية.

ابن دغر الذي ظل يوعد الناس بالقطار السريع الذي سيربط اليمن بدول الإقليم، وبالكهرباء التي ستصدرها اليمن للقرن الإفريقي وستنير أرجاء الجزيرة العربية والخليج، لم يقل حينها إن حكومته لا تمتلك رؤية، فقد كانت الأمور سمن على عسل حين كان على رأس الوزارة.

لو كان ما أورده ابن دغر (في مقاله الأخير) نابعا من الشعور بالندم أو الاحساس المتأخر بالوطنية لكنا تفهمنا كلامه، ولم نكن لنتردد بالمطلق بالوقوف معه أو على أقلها الاشادة به وبحكومته وبموقفه الإنساني وقلبه الذي يفيض رحمة وشفقة على الأرواح التي تزهق والدمار الذي يحدث، لكنه مثلما ظل يكذب ويضلل الناس ويستغفل عقولهم وبطونهم ويبيح دماءهم ويحارب كل صاحب حق جنوبا وشمالا ليبقى أطول مدة على رأس الحكومة، فهو اليوم يقوم بذات الموغادة السياسية، يتقمص دور الحزين على الضحايا، ودور المسكين الذي انضحك عليه، لعل في ذلك فرصة لعودته مرة أخرى الى رأس، الوزارة، بعد أن سُــدتْ بوجه مؤخرا نافذة كان يتطلع أن يعود من خلالها للحكم، وهي نافذة (اللجنة المشتركة لتنفيذ اتفاق الرياض).

تبن دغر الذي يبرع دوما باللعب ببيضة الانتهازية وحجرتها ليس من اليوم بل منذ دولة الجنوب السابقة وحتى اللحظة مرورا بمرحلة ما بعد 94م المثيرة للجدل في حياته السياسية والحزبية، يتلمس اليوم كل طرق العودة الى جنته المفقودة، ولا يجد في تغيير جلده السياسي والحزبي أية غضاضة.

باختصار، ابن دغر يخوض رحلة عودة، تشبه رحلة العودة الشهيرة التي يقوم بها سمك السلمون.. فهل ينجح؟ أقصد ابن دغر وليس السلمون.