كتابات وآراء


الإثنين - 07 سبتمبر 2020 - الساعة 04:18 ص

كُتب بواسطة : صلاح السقلدي - ارشيف الكاتب



ظلت السعودية طيلة عقودٕ مضت مُحكـِمة قبضتها على اليمن الشمالي كمزرعة خلفية وارفة الظل الخضرة بأقل كلفة وأكثر فاعلية وفائدة ـ فائدة لها أعني ـ ذلك حين كانت تفعل سياستها فعلها السحري عن بُعد من خلف الحدود عبر أذرعها التقليدية المعروفة: القبّـلية والدينية والسياسية والاجتماعية والعسكرية من خلال وسائلها المعهودة ـ المال ونفوذها السياسي لدى أمريكا والدول الكبرى ولدى الهيئات العربية والدولية ورمزيتها الاسلامية، وتنتهج بذلك أسلوب الجزرة والعصاـ، ولكن حين قررت التدخل المباشر والانغماس عميقا بالرمال اليمنية المتحركة فقد كانت النتيجة كما نراها اليوم كارثية بوجهها تغوص بأعماق الفشل والخسارة.
تخيلوا ذبابة تتمتع بفطنة حادة الذكاء والخفة تقف على حافة وعاء العسل تأخذ منه كل حاجتها بكل راحة بال وفي أي وقت تشاء ،فقطعا ستكون النتيجة معها مثمرة ومثالية للغاية. ولكن حين تتخلى عن فطرتها الحذرة وتستسلم لطمعها الذي يجرفها عميقا الى وسط الوعاء ستكون النتيجة ورطة ما بعدها ورطة... الموت في العسل وليس فقط النوم فيه.
ولهذا يقال بأن للفشل ثلاثة أبواب، الغباء والغضب والجشع).
قد يقول أحدهم.: ولكن ماذا بشأن اليمن؟.
أقول له كما قالت العرب: من يجعل نفسه عسلا يلحسه الذباب).ولكن مع ذلك لا تتفاجىء أن سمعت أحدا ممن تضرر من لحس الذباب السعودي وهو يتمتم أو حتى يهتف بأعلى صوته شامتا أو مزهـوّا: لليمن جنودا من عسل.