كتابات وآراء


الأربعاء - 06 نوفمبر 2019 - الساعة 01:07 ص

كُتب بواسطة : شايف الحدي - ارشيف الكاتب



تمرُّ الذاكرة عبر مسار طويل من الأحداث والمواقف والذكريات التاريخيَّة دون توقف، وما شدنّي لذلك هو الذِّكرى الثانية لاستشهاد البطل ـ علي محسن جرجور أبو عبُّود، رحمه الله وأسكنه أعالي الجنان؛ فهذا القائد له مواقف بطولية مشرفة وسيرة عطرة تبقى دائماً حيّة في ذاكرتنا؛ لأنه باختصارٍ شديد كان من صُناعِ المَجدِ لحركة التحرر الرائدة «المقاومة الجنوبيَّة»، وسنظل نتذكر مروءَتك وشهامتَك وشجاعتك، وستبقى ذكراك خالِدةً حَيَّةً في ذاكرة النَّاس وفي قلوبنا للأبد يا أبا عبُّود.

إنَّ تاريخ الشعوب يُكتب بدماءِ الشهداء، ولكل شهيد عَشِقَ الحُرِّية والكرامة قصّةٌ خالِدةٌ تُكتب بدمِ القلب، فجبل جحاف ـ الضالع بكبريائه وشموخه قدَّم قوافلَ من الشهداء في جميع المراحل التاريخيَّة، ونحن في هذا المقام نفتخر بشهيد الوطن علي محسن جرجور، في ذكراه الثانية والتي حلّت علينا اليوم الثلاثاء 2019/11/5م، فكيف نبكيك يا قائدنا..؟ وبماذا نبكيك..؟ أنبكيك بدمع العين أم بقطرات الدم..؟ أنبكيك بحرقة القلب أم بلوعة النفس..؟ ما أقسى الذكريات وما أصعب ألم الفرآق أيُّهَا الراحلُ عنّا جسداً.

حكاية الشهيد القائد علي جرجور، أحد أبطال المقاومة الجنوبيَّة، حكاية طويلة مع النضال حتى قبل استشهاده في حادثة البحث الجنائي في العاصمة عدن بتاريخ 2017/11/5م، فهذا القائد البطل الشجاع جديرٌ لأن تُدَوَّن قصّتُه بين الرجال العظام الذين قدموا أرواحهم رخيصةً رفعةً لهذا الوطن، الذين عشقوه عدد قطرات دمائهم، فقد ترجَّلَ هذا الفارس الجسور عن صهوة جواده وهو يحمل رشاشه في يده بعد رحلة طويلة مع النضال في ميادين الشرف والبطولة.

الشهيد علي جرجور، أحد أبطال حرب 2015م في جبهة العرشي التي كان يقودها الشهيد المُلهم ـ علي عبداللاه الخويل، وأحد قادتها الذين خاضوا معارك أسطورية مع العدوّ الحوثي، ومن ثم انتقل إلى مواقع الركابة بالقرب من الشريط الحدودي سناح في أشهر يونيو ويوليو وبداية أغسطس من العام 2015م، حيثُ كان السبَّاق في صدِّ عدوان ميليشيات الملالي الحوثية ودحرهم بعد هزيمتهم النكراء .

وفي 25 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015م رَوَى الشهيد علي جرجور، تراب عاصمته عدن بدمه الطاهر، وهو يتصدى لعناصر الإرهاب اليمنيّة ماسكاً بزناد سلاحه، وهكذا مضى الشهيد وبقيت سيرته العطرة وعطاؤه نبراساً يضيء لنا دروب الحُرِّية.

تحيَّة في هذا المقام للثائر البطل ـ علي محسن جرجور الذي مجّد تراب وطنه، فاستحق الرِّفعة والعزَّة والكرامة؛ فقد ترجَّلَ الفارسُ أبو عبُّود بصمتٍ وبعد أن أزفت ساعة رحيله هاهي أفعاله ومواقفه البطولية المشرفة تتحدث عنه في سجّلات الخالدين لنضال شعب الجنوب وتضحياته.. فعلاً كان علي جرجور للثائرين رمزًا وقائدًا بزناد سلاحه وعنفوانه وروحه الوثابة كرّس جُلّ حياته خدمةً لقضيته الجنوبيَّة، فقد سار مقاومًا ومحاربًا وثائرًا لا يشق له غبار.. نَمْ قَريرَ العينِ يا أبا عبود، فلن ننساك أيُّهَا الراحلُ عنّا جسدًا، وستظل روحك خالدةً، وستبقى حاضرًا في كلِّ قلبٍ حُر.