كتابات وآراء


الأحد - 30 مايو 2021 - الساعة 04:11 ص

كُتب بواسطة : علي الخلاقي - ارشيف الكاتب





بعد كل تلك الخسائر المهولة التي تعرض لها الحوثيين في مأرب وبقية الجبهات مؤخرا هانحن اليوم نراهم يقومون بإعادة عرض بعض تلك المشاهد القتالية التي حدثت قبل خمسة اشهر عبر آلتهم الإعلامية الضخمة على الحدود اليمنية السعودية ليسوقوا لأنفسهم مجددا أمام حاضنتهم لتبقى حالة الزغم العسكري مشتعلة لدى جنودهم بعد أن تعرضوا لنكسات عسكرية بائت جميعها بالفشل على أيدي القوات المناوئة لهم في جميع الجبهات،،

تلك المقاطع القديمة التي بثها الحوثيين اليوم وبغض النظر عن خسائر الجنود السعوديين فيها تثبت بما لا يدع مجالا للشك أنهم باتوا في وضع قتالي يرثى له وأن معركة مأرب الأخيرة اظهرت لهم حجمهم الحقيقي وكمية الضعف التي يعانون منها، تلك التي أخفتها مؤخرا بعض الجبهات النائمة للشرعية التي استولى عليها الحوثيين ليغتروا بتقدماتهم ويتسلل لديهم الإعتقاد من جديد أنهم قوة لا يمكن مجابهتها على أرض الواقع وأنهم بوضع عسكري أقوى من ذي قبل.

في جبهات الحدود كان الحوثيين قبل سنوات على مشارف مدينة نجران وعدة مدن سعودية كبرى، حينها كان يوجد لديهم قوة لا يستهان بها يساندها ما تبقى من قوات عفاش وحرسه الجمهوري، وكانت تقدماتهم حقيقية وتشكل خطرا على أمن وجغرافية المملكة، ثم بعد ذلك بدأ انحسار تلك القوات رويدا رويدا حتى باتوا اليوم يكبرون الله على تبة حدودية أخذوها قبل اشهر والتقطوا بها بعض الصور ثم ولوا منها فارين او مقتولين بعد أن حصلوا على مادة إعلامية يستهدفون بها ما تبقى من قطيعهم المتزنبل نحو الموت.

وعلى الرغم من كل ذلك، وبما اننا جميعا نتفق على انها مليشيات اجرامية لكنها للأسف تعرف جيدا كيف تسوق لنفسها وتبعث الحياة لجسدها الذي يموت كلما مر يوم في هذه الحرب، يبتكرون بطرقهم الخاصة وسائل إعلامية دسمة عبر التهم الإعلامية والتي أراها الأقوى بالساحة اليمنية مصحوبة ببعض الفبركات الممنتجة والمعدة جيدا لتحشيد المناصرين والمقاتلين من جديد كلما حلت بهم هزيمة، هم يعلمون جيدا ان عددا كبيرا من الزنابيل التي ستتابع تلك المشاهد التلفزيونية ستذهب طوعا للقتال في صفوفهم ولهذا كانت عملية صنع فيلم قتالي لبثة للعامة أمر بالغ الأهمية لأنه لم يعد لديهم أي وسيلة أخرى لتحشيد الناس.


ولكل من يقرأ واقع اليوم بتجرد بعيدا عن الغوغائية الإنهزامية في الإعلام، هذه رسالة غبية أرسلها الحوثيين اليوم للعالم وللقوى التي تقاتلهم أنهم باتوا بحالة قتالية يرثى لها ويمكن الإجهاز عليهم إن كانت الأطراف التي تقاتلهم لديها نية فعلية لذلك وأقدمية تلك المقاطع تؤكد هذة الحقيقة، ولا ننسى ايضا وضعهم المادي المتهالك الذي فضحته أكذوبة جمع الأموال لدعم مجهودهم الحربي تحت يافطة التبرع لفلسطين وإستجداء الناس للقيام بذلك والمبادرة به عبر قيادات الجماعة لتشجيع المغفلين ونهب ماتبقى لديهم من أموال، وما يؤكد ذلك انهم دوما يقولون ان تحرير القدس يبدأ من مأرب وبمعنى ادق ستكون هذه الأموال لتحرير القدس عبر السيطرة على اليمن وهنا يكمن سر تلك الكذبة.