الأربعاء - 31 يوليو 2019 - الساعة 01:12 ص
مثلت المقاومة السلفية اهم عوامل النصر في حرب الضالع المتواصلة حتى اليوم ، ففي العام 2015 لعبت المقاومة السلفية دوراً محورياً في تحقيق النصر المشهود الذي اكتمل في 25 من مايو من العام 2015م ، مرة بلعب دوراً إيجابي في التوحيد بين مختلف قيادات المقاومة والفصائل المقاتلة ، والمرة الاخرى في المشاركة الفاعلة بالقتال في مختلف جبهات القتال حينها حتى تحقيق النصر المؤزر .
وفي الحرب الثانية التي تشهدها الضالع منذ اكثر من اربعة اشهر يتكرر نفس المشهد وبوتيرة اقوى ..وتقدم المقاومة السلفية نفسها بصورة مختلفة تماماً عن باقي الالوية والقوات المشاركة في الحرب ضد مليشيات الحوثي في الضالع بذات الصبغة المعروفة عنها في الضالع منذ الحرب الأولى، وتعمل بكل طاقاتها من أجل تسجيل النصر الثاني على الغزاة دون ان تطر إلى تسجيل أي حضور على شاشات التلفزة أو عناوين الاخبار الممتلئة بتصريحات القادمة في الصحف والمواقع .
وبعيداً عن عدسات الكامرات والتصريحات الرنانة ، تتقدم المقاومة السلفية بقيادة الشيخ المجاهد رشاد الشرعبي و يتقدم المقاتلين السلفين الخطوط الامامية لجبهات القتال ، ويقدمون الشهيد تلو الاخر ، دون ان يسجلون لأنفسهم ومقامتهم أي حضور اعلامي كباقي القوات المشاركة في معارك الضالع .
في شهر رمضان الفضيل كنت هناك في جبهة حجر حيث اصوات الاشتباكات تعلو اكبر من أي صوتً أخر ، كان المقاتلين السلفيين يصرخون بمليء صوتهم "الله اكبر ولله الحمد " فيما يصرخ مقاتلي العدو بالــ"موت لأمريكا واسرائيل " وباستبسال الابطال وبإقدام المجاهدين الصادقين وبعقيدة المؤمن الصادق الطالب للشهادة في سبيلة وبلا تراجع ، يدحر ثلة من المقاتلين الاقحاح زحوفات العدو الغاشم من منطقة حجر ومثلها باقي المناطق.
النصر وحده هو شعار هؤلاء الابطال الذين يقدمون انفسهم للموت في سبيل نصرة الحق ، في سبيل نصرة الدين والوطن ، مما يتهدده من ويلات اذا ما تمكن هذا الغزو الحوثي من التقدم شبراً واحداً في الضالع الصامدة.
وللأمانة لا غيرها وانصافاً لكل ما يبذله هؤلاء المقاتلين فبفضلهم وحدهم بعد الله استطاعت الضالع ان تحقق انتصارات واسعة في مختلفة الجبهات ، وبدونهم فأن الامر لن يكون كما هو اليوم ، اما تضحياتهم الجسام فتشهد عليها سجلات الشهداء الذين روت دمائهم مع باقي اخوانهم في الجبهات تربة الوطن الغالي.
تحية من الاعماق لكل اولئك الابطال ، الذين يقاتلون بصمت وبعيداً عن عدسات الكامرات ، يقاتلون بغية النصر أو الاستشهاد في سبيل الله ودفاعاً عن الدين والوطن ، وبعزيمتهم القوية ، وبأيمانهم الاقوى وبعقيدتهم الصلبة ، استطاعت جبهات الضالع ان تحقق كل هذه الانتصارات ، دون ان يشار إليهم ودون ان يطلبون هم ذلك ، او يرجون من احداً ان يتحدث عن بطولاتهم واستبسالهم في مختلف الجبهات .
وبالعودة إلى العام 2015م فقد مثلت المقاومة السلفية بقيادة الشيخ المجاهد رشاد أهم العوامل في تثبيت الأمن والاستقرار بعد ما شهدته المحافظة من حربً ضروس ، وبعد ان وضعت الحرب اوزارها سارع الشيخ رشاد ومثله الشيخ فؤاد التهامي ومن معهم من مقاتلين إلى تسليم كل العدة والعتاد الثقيل إلى الدولة ممثلة بمحافظة المحافظة حينها، كدليلاً ناصع على مبادئهم الحية ، التي انتصرت بنصرة الضالع ، وحينما انتهت الحرب ، كانوا اول من ساهم في تثبيت مداميك الأمن والاستقرار في أول المحافظات تحرراً من الغزو الحوثي .
وبمثل هؤلاء الرجال نفخر ، وهم يقدمون أنفسهم قرباً في سبيل نصرة الدين والوطن ،وبمثلهم نعتز وهم ايضاً يقدمون أنفسهم كنموذجً حي لمختلف القوات الجنوبية التي تقاتل صفاً واحداً ضد مليشيات الحوثي الإيرانية ، وبهم يرتفع الرأس وهم النموذج الحي والأنبل لكل المقاومين ، الذين يفرقون بين مصالحهم الشخصية ، وبين المصلحة العليا .